فى الفترة بين الحربين العالمية الأولى والثانية، وبأوامر بابوية عام 1930، أصدر البابا «بيوس الـ11» تعليماته ببناء كاتدرائية على اسم «كاتدرال مريم» تكريمًا للسيدة العذراء، واشترط أن يكون موقع الكنيسة فى مدخل قناة السويس، والتى اعتبرها بابا الفاتيكان بوابة العالم. وجمعت «الكاتدرال» بين العبادة وتسجيل أحداث تاريخية هامة، ولموقعها وتاريخها، فقد حوت الكاتدرال الكاثوليكية مقتنيات وآثارا لا يوجد مثيلها بكنائس أخرى، ومنها «الستر الحريري»، الذى ارتبط بالحرب العالمية الثانية، وطاف دول العالم ليبارك الكنائس، ومنعته الحرب من العودة لبورسعيد 10 سنوات كاملة، وكذلك «جزء من خشبة صليب المسيح»، مختومة من القدس، وهو أمر هام جدًا بالنسبة لأبناء العقيدة المسيحية الذين يتوافد الملايين منهم للحج بكنيسة القيامة بالقدس للتبرك، وأيضا «جزء من صخرة الجلجثة» التى ثبت عليها صليب المسيح.الكاتدرائية مقسمة إلى 3 أقسام منفصلة عن بعضها بأعمدة طويلة مثمنة الزوايا ومتوجة بتيجان ترمز إلى أسماء السيدة العذراء، ومنها: نجمة البحار، الزنبقة الطاهرة، وحروف اختصار اسم العذراء. وعلى هذه الأعمدة يقام السقف، الذى يكمن جماله فى هرمونية بنائه، حيث تتميز الكنيسة بأنها على شكل سفينة نوح رمز للخلاص من العالم، والكنيسة من الخارج بها 6 منارات صغيرة ومنارة واحدة كبيرة، ومكتوب على سقف الكنيسة من الخارج من الجانبيين «AVE MARIA» والتى تعنى «تحيا مريم».أما أبعاد الكنيسة فهى 60 مترا للطول، 25 مترا للعرض، ويرتفع السقف من أعلى نقطة لـ22 مترا، والمنارة بدون الصليب 45 مترا. وتم تصميم الكنيسة بحيث تسمح بإضاءة وتهوية طبيعية خاصة خلال فصل الصيف. المنارة مثبتة بـ4 أعمدة ضخمة،. أما عن برج الأجراس، فقد شيد أمام مكان فسيح مملوء بالنخيل وعلى مقربة من مياه البحر الواسعة من ناحية، وفى نهاية الأماكن الصحراوية من ناحية أخرى، هذا البرج الجميل والتحفة المعمارية الرشيقة، يشاهده المسافر عن بعد مرتفع عاليًا فى سماء مدينة بورسعيد، ويعتبر رمزًا لسلامة الطريق فى هذه الأرض التى داست عليها بأقدامها العائلة المقدسة.والبرج محمل على أربع قواعد ضخمة وبه 6 أجراس تم تركيبها يوم 6 فبراير 1938، ولكل جرس نغمة معينة كانت تدق عند عيد معين للسيدة العذراء مريم.