محمد عباس : الاهرام يتابع فعاليات النسخة الثانية لمهرجان مراقبة الطيور بالمسطحات المائية ببورسعيد وتكشف عن انواع الطيور المهاجرة التى يجرى تصويرها والاخرى التى تطهى بالبيوت البورسعيدية منذ عقود

طالع شهادات المؤرخ البورسعيدى المهندس مسعد سليمان بتقريرى المنشور بالصفحة الثانية للاهرام تحت اشراف الاهرامية المبدعة الاستاذه يسرا الشرقاوى اليوم الاربعاء 

 

فى بورسعيد يلتقى 500 نوع من الطيور المهاجرة..

 

«الفلامنجو» فى بورفؤاد.. و«السمان» فى الضاهرة

 

الأربعاء 22 من جمادي الأولى 1445 هــ 6 ديسمبر 2023 السنة 148 العدد 50038

 

بورسعيد ــ محمد عباس

 

فى الوقت الذى انهمك فيه المصورون الهواة والمحترفون فى البحث عن أجمل الزوايا والخلفيات لالتقاط صور الطيور المهاجرة التى تنتشر فى هذه الأونة فى محيط البيئة المائية والمسطحات البرية لمدينة بورسعيد، أقيمت فعاليات «المهرجان الثانى لمراقبة الطيور»، والذى أختتمت المدينة الباسلة استضافته أمس.

 

 

 

والمسألة ليست مراقبة فحسب، ولكنها فرصة أيضا لأن تطهى ربات البيوت فى بورسعيد بعض أشهر وأشهى الأطباق القائمة على بعض أصناف الطيور المهاجرة، التى أعتاد أهالى بورسعيد تناولها خلال مواسم هجرة الطيور الوافدة من أوروبا إلى شواطئ مدينتهم طوال أكثر من 150 عاما مضت.

 

 

 

المفارقة طريفة وتتعلق فى الأساس بالاختلاف فى أنواع الطيور التى تصل بورسعيد خلال شهور الخريف والشتاء سنويا واجمالى عددها، وفقا لتأكيدات خبراء الطيور، نحو 500 نوع. فبعض هذه الأنواع، مثل السمان، والغر، والطير الأسود، يجرى ذبحه وتنظيفه وطهيه على غرار طرق طهى الدواجن والبط والحمام تماما، ولكن يأتى بأطعمة أجمل، خاصة مع حشوه بالبصل « المرتة»، على الطريقة البورسعيدية الشهيرة، ويقدم مع البطاطس أو القلقاس المطهية بسلق وليمون.

 

لكن أنواعا أخرى من الطيور الوافدة تحاصره كاميرات وفلاشات المصورين حاليا، فهى تلك صاحبة الهيئة الآخاذة والألوان الرائعة، وعلى رأسها، يأتى الفلامنجو، والنورس، والهدهد، واللقلق، والوروار وأبو الفصاد المحرم ذبحها محليا ودوليا. وقد تراجعت أعداد السمان الوافدة من أوروبا فى الأعوام الأخيرة، فخلت الشباك المنصوبة بشاطئ بورسعيد من الضيف الذى ينتظره الجميع ويعتبره البعض المقصود بمسمى «السلوى» فى النص القرأنى. ويستعيد كبار وعجائز «الباسلة» ذكرى أيام الخير الوفير لموسم السمان، وتحديدا فى نهايات سبتمبر، حيث تمتلئ الشباك المنصوبة، وتتعداها إلى محيط بنايات وحدائق منطقة «طرح البحر»، حيث يصل الطير فى حالة إعياء تام. ويطلقون عليها مصطلح «سمانة دايخة».

 

 

 

يقول المؤرخ البورسعيدى، المهندس مسعد سليمان، إن الطيور التى تصل بورسعيد تأتى بحثا عن الغذاء والدفء، بعيدا عن ثلوج أوروبا، وتعد رحلتها الطويلة فوق البحر المتوسط، واحدة من المعجزات الإلهية، نظرا لطول المسافة والحاجة إلى بوصلة للوصول لشواطئ المتوسط الجنوبية.

 

 

 

يضيف أن شاطئ بورسعيد الغربى، «الضاهرة»، وامتداداته فى اتجاه العريش ورفح، هى المأوى المفضل لجميع أنواع الطيور المهاجرة بموسمى الخريف والشتاء. وتستقر الطيور الوافدة فى «محمية أشتوم الجميل» الواقعة بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة فى منطقة «الجميل»، غرب بورسعيد. وكذلك بالمسطحات المائية للبحر المتوسط، و«بحيرة المنزلة»، و»قناة السويس» والتفريعة الشرقية للقناة، و«ملاحة بورفؤاد». ويشير سليمان إلى أهمية مشروعات تطهير «بحيرة المنزلة»، التى توالت خلال الأعوام التسعة الأخيرة، والتى أعادت للبحيرة الشروط البيئية المطلوبة لاستقبال الطيور المهاجرة.

 

 

 

من جانبه، يكشف المصور الفنان علاء الديب عن تجربته فى متابعة الطيورة المهاجرة، مؤكدا أن مراقبة الطيور الوافدة بمواقع وجودها على الطبيعة أفضل كثيرا من الصور والفيديوهات.

 

 

 

ويقول: « هى قادرة على إبعاد أى طاقة سلبية عن النفس، وتحويلها إلى أجواء إيجابية، خاصة مع المشهد المهيب لهبوط واستيطان طيور (الفلامنجو) فى ملاحة بورفؤاد. ولذلك فالدعوة الحقيقية للمهرجان الثانى لمراقبة الطيور ينبغى توجيها فى المقام الأول لأهالى بورسعيد وضيوفهم من جميع محافظات الجمهورية ليدركوا جمال الباسلة الذى يزداد تألقا فى هذه الأوقات».

 

وأن المهرجان أعاد «محمية أشتوم الجميل» للواجهة السياحية مرة أخرى، وذكر ما ينبغى من إدراجها فى برنامج الزيارات المعتمدة للسياحة الداخلية والخارجية طوال العام، وليس خلال أيام المهرجان فقط، نظرا لجمال المحمية وروعة مناظرها الطبيعية 


logo

تواصل معنا

شارع 23 يوليو أمام ميدان الشهداء

066-3261209

dts@portsaid.gov.eg